
تقرير- أشرف إبراهيم– في الوقت الذي ينتظر فيه الرئيس التشادي محمد كاكا، وعود بن زايد الاستثمارية ورشاوى الدم والدموع ثمن التآمر على السودان ،وقبيل مغادرته أبوظبي انفجرت الأوضاع في انجمينا من عدة جبهات في مواجهة نظام ديبي الابن، وأعلنت 10 تنظيمات معارضة توحدها في مواجهة كاكا، وفي ذات الوقت أعلن أطباء تشاد الإضراب الشامل بسبب تردي الأوضاع في القطاع الصحي وإخفاق الحكومة في الوفاء بالتزاماتها تجاه الكوادر الطبية.
يأتي ذلك وسط مخاوف من ضربات متوقعة من مليشيات الجنجويد على تشاد حيث أطلقت المعارضة تحذيرات جدية من تصاعد تهديد المليشيا للمنطقة عموماً ولتشاد على نحو أخص، ويرى مراقبون أن كاكا يدفع ثمن الخيانة ويعرض أمن تشاد واستقرار نظامه المخاطر المحدقة بدعم المليشيا المتمردة في حرب السودان.
توحيد المعارضة ضد كاكا
وفي السياق أعلنت مجموعة من الكينات السياسية وحركات المعارضة التشادية عن تشكيل جسم موحد أطلقت عليه اسم تحالف قوى المعارضة التشادية (AFOT) ، وكشف التحالف للرأي العام الوطني والدولي، ولما اسماها القوى الحيّة في تشاد، وكذلك للدول الصديقة والشركاء الدوليين، القائمة الرسمية للتنظيمات السياسية والعسكرية المكوّنة لهذا التحالف.
وقال في بيانه انه أمام التدهور المقلق للأوضاع السياسية والاجتماعية والأمنية في البلاد، وتفاقم حالة القمع وانسداد الأفق الديمقراطي، رأت عدة حركات سياسية وعسكرية بعد ثلاثة أشهر من التشاور والتنسيق أن توحّد صفوفها في إطار مشترك للنضال الوطني، إدراكًا منها لخطورة المرحلة الراهنة، وتحملًا لمسؤوليتها التاريخية تجاه الشعب التشادي.
وتابع في بيانه الذي حمل توقيع ناطقه الرسمي شعيب آدم أنه منذ وفاة الرئيس إدريس ديبي، فرضت الطغمة العسكرية الحاكمة نفسها بالقوة، متجاهلةً أي انفتاح سياسي أو عملية انتقال ديمقراطي حقيقية ، وقال رغم تمسّكنا الدائم بخيار النضال السلمي والسياسي، إلا أن واقع القمع والظلم أجبرنا على مواصلة الكفاح بكل الوسائل المشروعة، دفاعًا عن كرامة الشعب التشادي وسعياً لتحريره من الديكتاتورية المفروضة عليه.
بناء جبهة وطنية
وقال التحالف في بيانه ،أنه يمثّل هذا الاتحاد خطوة حاسمة نحو بناء جبهة وطنية موحّدة في مواجهة المجلس العسكري الحاكم، بهدف استعادة السيادة الشعبية وإعادة تأسيس دولة القانون القائمة على العدالة والحرية والديمقراطية.
وأشار الى ان تأسيس تحالف قوى المعارضة التشادية ياتي (AFOT) ضمن ديناميكية وطنية توحيدية تشمل القوى السياسية والعسكرية والمدنية، استنادًا إلى قناعة راسخة بأن خلاص تشاد لن يتحقق إلا بوحدة جميع القوى الوطنية حول هدف واحد.
وأكد ان التحالف يعمل على تجاوز الانقسامات، وتقديم بديل وطني جامع يعبّر عن تطلعات الشعب التشادي نحو الحرية، والعدالة، والديمقراطية ، مجدداً التزامه بالعمل في روح من المسؤولية والتشاور مع كل القوى الوطنية الصادقة في الداخل والخارج من أجل بناء تشاد حرة، موحّدة وعادلة.
وتقدم تحالف قوى المعارضة التشادية بدعوة لجميع القوى السياسية والمدنية والعسكرية، في الداخل والمهجر، للانضمام لما وصفها بالديناميكية الوطنية من أجل التحرير والتغيير الديمقراطي، كما دعا الشركاء الدوليين إلى دعم هذا المسار، باعتباره الضامن الحقيقي لبناء مستقبل يسوده السلام والاستقرار والتنمية في تشاد.
تحذير من الجنجويد
وعلى صعيد متصل حذرت قـوى المعارضـة التشادية مـن تصاعـد التهديدات الإقليمية بعد ما وصفته بمـوت حلـم الجنجويد في السودان، مشيرة إلى استعداد عناصر المرتزقة والمليشيا التي تقاتل في السودان للتوسع نحو تشاد، في خطوة قـد تؤدي إلى فتنة داخلية وإقليمية وأكدت المعارضة أن هذه التحركات تأتي في ظل تامر نظـام محمد دبي، مشددة على استعدادها لمواجهة أي تحرك عدائي، ومؤكدة أن حماية تشاد واستقرار المنطقة مسؤولية مشتركة ودعت المعارضة المجتمع الدولي إلى متابعة الوضع واتخاذ إجراءات عاجلة لمنع أي تصعيد يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.
إضراب الأطباء
وبالتزامن مع حراك المعارضة، أعلن الاتحاد النقابي لأطباء تشاد (SYMET) عن بدء إضراب وطني شامل لمدة أسبوع، اعتباراً من أمس الاثنين، وذلك خلال الجمعية العامة الاستثنائية التي عُقدت بحضور أكثر من ثلثي أعضاء النقابة.
ويأتي هذا القرار كرد فعل مباشر بعدم استجابة السلطات المختصة للمطالب الأساسية للنقابة، والتي تتمحور حول التطبيق الفوري للوضع الخاص للأطباء، والسداد العاجل للمستحقات والرواتب المتأخرة، وتوحيد بدلات المناوبة والحوافز وعلاوات الكشف عبر جميع المنشآت الصحية في أنحاء تشاد، وأكد الاتحاد أن الإضراب الذي يحتفظ بحق تجديده في حال لم تُلبى المطالب سيشمل كافة المستشفيات والعيادات، مع تقديم “الحد الأدنى من الخدمات” حصراً في الأقسام الحيوية والحرجة للحفاظ على سلامة المرضى.
وفي سياق متصل، حثت نقابة الأطباء كافة أعضائها على “الالتزام الكامل بالإضراب والتضامن حتى تحقيق جميع المطالب العادلة”، معربةً عن أملها في أن تتحرك الجهات المعنية بشكل عاجل لتلبية هذه المطالب.
حصاد التآمر
ووفقاً لإفادة الخبير السياسي والأكاديمي الدكتور عادل التجاني بحسب الكرامة، فإن كاكا يحصد ثمن التأمر على السودان ودعم مليشيا الدعم السريع بالتنسيق مع الامارات، ويرى التجاني أن الفساد الداخلي وهشاشة نظام ديبي الابن ستعجل بتفكيكه مع خطر الجنجويد وتحركات المعارضة التشادية الموجودة في تشاد والتي تقاتل مع مليشيا آل دقلو في السودان.
ويشير التجاني إلى أن ضعف خبرة كاكا وإغراءات المال الأماراتي وضعته على فوهة بركان بدأ بالإتفجار ولن يتوقف ،مشيراً إلى أنه بعد طرده للقواعد الفرنسية بات نظامه مكشوف الظهر ولا يقوى على مواجهة الخطر القادم داخلياً وخارجياً.



