العاصمة الإدارية شهدت زيارات متتالية ولقاءات دبلوماسية رفيعة .. تعدد الوفود الدولية … موسم الهجرة الي بورتسودان

تقرير : ضياءالدين سليمان
ما إن غادرت طائرة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي بعد زيارة قصيرة في اليوم الاخير من نوفمبر الماضي حتى بدأت طائرات وفود مبعوثي الدول في الهبوط على مدرج مطار بورتسودان التي أصبحت قبلة دولية تعكس اهتمام دول الإقليم والجوار بالأزمة السودانية التي باتت تهدد المنطقة على الوجه الاكمل وقبلها كانت زيارة لمسؤول أممي رفيع للبلاد تتعلق ببحث الأوضاع الإنسانية التي خلفتها الحرب واستهداف المليشيا المتمردة للمدنيين لاسيما بعد الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها في الفاشر وبارا وبابنوسة في الفترة الأخيرة لتقييم وضع حقوق الإنسان في السودان وسط الصراع المستمر والآثار الإنسانية المرتبة حيال ذلك.
ثم تلتها عدة زيارات من وفود أخرى حيث وصلت طائرة نائب وزير الخارجية السعودي المهندس وليد الخريجي في زيارة إستمرت لساعات قليلة ناقلاً من خلالها دعوة للفريق اول عبدالفتاح البرهان لزيارة المملكة العربية السعودية والتي زارها امس بالفعل ثم زيارة لوفد رفيع المستوى من دولة جنوب السودان بقيادة المستشار الرئاسي توت قلواك العائد إلى كابينة القيادة من جديد بعد إعفاءه في وقت سابق ما يشير إلى أن العاصمة الإدارية المؤقتة في السودان أصبحت محط أنظار الدول والوفود في موسم الهجرة إلى بورتسودان.
زيارة أفورقي
تعتبر زيارة الرئيس الإريتري أفورقي هي الأولى له للسودان بعد اندلاع الحرب في أبريل من العام 2023م في زيارة أكدت عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين حيث عقد مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان جلسة مباحثات استمرت لساعات طويلة في قصر الشرق بمدينة بورتسودان تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والعمل على تفعيل مجالات التعاون المشترك في مختلف القطاعات، بجانب القضايا الأمنية، والعلاقات الاقتصادية والتجارية.
كما استعرض الجانبان التطورات الراهنة للأوضاع في السودان في ظل الظروف الحالية، وتبادلا الرؤى حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وناقشا سبل المساهمة في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
تركيا على الخط
بعد ساعات من وصول نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، إلى بورتسودان في زيارة رسمية ، أرسلت تركيا طائرة خاصة من طراز غلف ستريم IV (رقم التسجيل TC-IHA)، تشغلها شركة CKD Havacılık وترتبط بجهاز المخابرات التركي (MIT)، إلى بورتسودان من مطار إسطنبول.
وتأتي التحركات التي لم تفصح الأطراف عن تفاصيلها في إطار الترتيبات الجديدة التي تقوم بها انقرة والرياض لدعم القوات المسلحة السودانية، في مواجهة الدعم غير المحدود الذي توفره الإمارات لقوات الدعم السريع عبر دول الجوار من بينها ليبيا وإثيوبيا وجنوب السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى.
وبحسب مصادر فإن زيارة الوفد التركي في هذا التوقيت تحديدًا لا يمكن فصلها عن حراك إقليمي متسارع تُعاد فيه هندسة أوراق السودان بهدوء محسوب فالتوقيت هنا ليس تفصيلاً؛ هو الرسالة نفسها، خصوصًا أنه يأتي بعد زيارة أسياس أفورقي، أي عقب تثبيت خطوط تنسيق في خاصرة البحر الأحمر والقرن الإفريقي علاوة على محاولة لإعادة ضبط مسار التواصل مع الجيش، بحثًا عن مفاتيح إدارة الأزمة ومنع انزلاقها إلى مسارات أكثر خطورة على الإقليم.
زيارة خاطفة
وصل وفد سعودي برئاسة نائب وزير الخارجية وليد الخريجي عبر طائرة خاصة إلى مطار بورتسودان، السبت الماضي، في زيارة قصيرة ولم تفصح السلطات عن مضمونها ولا الجانب السعودي، حيث مكث الوفد لساعات في العاصمة الإدارية المؤقتة وثم غادر
وبحسب مصادر أن الوفد وصل بطائرة خاصة حيث أمضى نحو ساعتين، قبل أن يغادر البلاد على متن الطائرة نفسها، دون الكشف عن تفاصيل رسمية حول طبيعة الزيارة أو جدول أعمالها.
وتشهد العلاقات بين السودان والسعودية تطورات متسارعة للوصول إلى تفاهمات استراتيجية لتأمين مصالح البلدين سيما منطقة البحر الأحمر التي تعتبرها السعودية عمقا استراتيجيا لهدد مصالحها مباشرة.
وكان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قد ناقش مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارة الأول إلى واشنطن الشهر الماضي الأزمة التي يشهدها السودان حيث وافق ترامب استجابة لطلب سلمان بالتحرك العاجل لحل الأزمة السودانية.
وقالت مصادر إن الوفد السعودي في الغالب بحث خطة سعودية لوضع رؤية لتأمين منطقة البحر الأحمر التي تشهد مهددات أمنية من قبل دولة الإمارات حيث زار الرئيس الإريتري أسياس أفورقي السعودية التي امضى فيها أربعة أيام.
وفد الجنوب
لم تنقطع الزيارات بين السودان وجنوب السودان خلال السنوات الماضية رغم الاتهامات التي ظلت تلازم جوبا بتورطها في دعم مليشيا الدعم السريع الا ان الزيارة الأخيرة التي بعث فيها الرئيس سلفاكير بمستشاره توت قلواك اتت في وقت حساس بعد سيطرة المليشيا المتمردة على منطقة هجليج النفطية الواقعة في الحدود مع دولة جنوب السودان وهو الأمر الذي جعل جوبا تهرول جرياً إلى بورتسودان لأحكام المزيد من التنسيق مع الحكومة السودانية
حيث تسلم البرهان رسالة خطية من رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق التعاون المشترك في مختلف المجالات، سلمها وفد رفيع المستوى برئاسة قلواك الذي عقد لقاءاً تطرق لعدد من الموضوعات تبادل من خلالها الجانبان وجهات النظر بشأنها متانة العلاقات الثنائية بين السودان وجمهورية جنوب السودان، أيضا قضايا صناعة النفط والتجارة والاستثمار.
اللقاء تمخض عنه إنخراط وفود البلدين في اجتماعات ثنائية وفنية لمعالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك حيث بدأت مباحثات نفطية مباشرة بين الخرطوم وجوبا.
دعم القاهرة
ومنذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل في العام الماضي اتجهت الأنظار للقاهرة التي أكد المسؤولين فيها في عدة مواقف على مبدأ ضرورة احترام سيادة السودان ومؤسساته الشرعية التي يعبر عنها الجيش السوداني وهو ما أكدته في عدد من المنابر والمنصات الدولية حيث شهدت الفترة القليلة الماضية زيارات متكررة لوزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي الذي ظل يشدد على “أهمية وحدة القوات المسلحة السودانية لدورها في حماية السودان، والحفاظ على سلامة مواطنيه عطفاً على ان مصر احتضنت الآلاف من السودانين الذين نزحوا الي مصر لذلك يأتي التعويل على القاهرة في احداث اختراق إيجابي في الأزمة السودانية ليس للجوار الجغرافي الذي يجمعها مع السودان ما يجعلها اكثر المتضررين من حالة عدم الاستقرار التي يعايشها السودانيين ولكن لاعتبارت عديدة اهمها أن مصر الداعم الأكبر للسودان ومصدر الثقل والاتزان والسند في المنطقة
ولقدرتها اي القاهرة فى الضغط لاحداث توافق من أجل الوصول إلى مسار سياسي وبناء علاقات جديدة على أسس جديدة، وبلورة خارطة طريق نحو حل الأزمة السودانية.
عطفاً على قدرتها في إعادة ترتيب البيت السودانى وايقاظ شعبه في السودان لما يحاك ضد بلدهم من مخططات خبيثة هدفها التقسيم وتدمير السودان.





