ماهي حقيقة انهار مصر الـ 5 الجديدة؟
متابعات – اليوم – نيوز – مع بدء إثيوبيا الملء الخامس لـ سد النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق منذ نحو 10 سنوات، كشف الدكتور محمد سيد علي، أستاذ هندسة الفضاء والنانو بإحدى الجامعات اليابانية، عن مشروع قومي جديد يمكن لـ مصر تنفيذه في المرحلة المقبلة لحل أزمتها المائية والنهضوية في القرن الواحد والعشرين، يعرف بمشروع “أنهار الصعيد الخمسة”.
وأوضح الدكتور محمد سيد علي، أن المشروع يتضمن إنشاء خمسة أنهار جديدة في مصر، من بينها نهر ذو اتجاه عكسي (يتجه من الشمال إلى الجنوب) ينبع من جبال البحر الأحمر ويمر بوادي قنا ليصب في النيل عند ثنية قنا. بالإضافة إلى ثلاثة أنهار أخرى تمر في أودية الأسيوطي وطرفة وسنور لتصب جميعها في النيل بمحافظات أسيوط وسوهاج والمنيا وبني سويف. أما النهر الخامس، فقد اقترحه سابقًا لينبع من جبال جنوب سيناء ويصب في البحر المتوسط عند العريش.
في ظل التحديات التي تواجهها مصر بعد بناء سد النهضة والشح المائي، أكد الدكتور محمد سيد علي على ضرورة اللجوء إلى الاستمطار الصناعي كمستقبل لـ مصر الزراعي والمائي. واقترح البدء في مناطق جبل الطور بسيناء وجبل رأس غارب في الجهة المقابلة بمحافظة البحر الأحمر.
وأشار الدكتور محمد سيد علي إلى أن الاستمطار، أو المطر الصناعي، هو عملية تهدف إلى زيادة هطول الأمطار صناعياً، وعادةً ما تستخدم لمواجهة الجفاف أو الاحتباس الحراري. وعلى الرغم من فائدتها، فإن لها بعض الأضرار، لذلك يقترح استخدامها لفترة زمنية محددة حتى يتكون غطاء نباتي طبيعي كافٍ يجعل المطر يسقط بشكل طبيعي لمئات السنين المقبلة.
واختار الدكتور محمد سيد علي مناطق جبل الطور بسيناء ورأس غارب لعدة أسباب طوبوغرافية ومناخية وديموغرافية. وأوضح أن هذه المناطق تحتوي على العديد من الأودية الجافة التي كانت أنهارًا في السابق، وتتمتع بوجود السحب والغيوم لمدة 7 أشهر سنويًا، لكنها لا تمطر بشكل طبيعي إلا نادرًا.
وذكر الدكتور محمد سيد علي أن البيانات المناخية التي اعتمد عليها في تحديد هذه المناطق تم الحصول عليها من مواقع علمية مثل World Weather وClimate-Data وWeather Spark، والتي توفر معلومات شاملة عن درجات الحرارة والأمطار والرطوبة وغيرها من المعلومات المناخية المفيدة.
كما أشار إلى أن السبب الديموغرافي لاختيار هذه المناطق هو إعادة توزيع سكان مصر عن طريق زيادة الرقعة الزراعية وتوفير مصادر جديدة للمياه العذبة للزراعة والشرب في مناطق يصعب وصول الماء العذب إليها، مثل مدن سيناء والمدن المطلة على البحر الأحمر (رأس غارب، الجونة، الغردقة، القصير، مرسى علم).
وأوضح الدكتور محمد سيد علي أن الآلية المقترحة لجعل المطر يسقط طبيعيًا بعد الاستمطار المؤقت تتمثل في إنشاء بيئة طبيعية تسمح بنزول المطر بشكل طبيعي، وذلك عن طريق خفض درجات الحرارة بغطاء نباتي على الأرض والمرتفعات.