أشرف إبراهيم يكتب … ورشة الإمارات لسمكرة حلفاء “المليشيا”
*الإمارات الوالغة في دماء السودانيين والمتسببة في تدمير بلدهم وتشريدهم والتنكيل بهم ، وجدت نفسها في ورطة كبيرة بعد فشل مخطط الإنقلاب، ولاحقاً مخطط السيطرة على الولايات وفرض معادلة تتفاوض من خلالها مليشياتها على قسمة السلطة وتجد الإمارات بالطبع موضع قدم عبر شراكات منسوبيها.
*للخروج من الورطة عملت أبو ظبي في عدة مسارات ولم تيأس بداية من إستغلال المؤسسات الدولية عبر حلفائها للنفاد بجلدها من الشكاوي وتعطيل مذكرات السودان في مجلس الأمن متكفلة حاملة القلم بريطانيا صديقة دولة الشر بالمهمة، وزادت الإمارات بالسيطرة على تحركات المبعوثين الغربيين وعلى رأسهم المبعوث الأمريكي توم بيريلو وبطبيعة الحال البريطاني.
*حراك المؤسسات الدولية المساند للأمارات نجح مؤقتاً في تعطيل الشكاوي وتقديم خدمة ثانية لها بتوجيه بوصلة الضغوط من المبعوثين ناحية الجيش ولكنه لم يفلح في تغيير المعادلة على الأرض ولا قناعات السودانيين بتورطها وتسببها في كل الدمار، ولجأت الى حيل جديدة عبر استقطاب بعض القوى السياسية الداعمة للجيش لتتلاقى مع خط ورؤية قحت -تقدم – الذراع السياسي لمليشيا الدعم السريع.
*الخطة الجديدة تنفذها منظمة فنلندية تسمى (cmi) عبر ورشة يفترض أن تنطلق يوم 13 نوفمبر بعد يومين في أبوظبي وحسب الزميلة (اليوم التالي )، ستقام الورشة في أكاديمية المستشار بالحكومة الاماراتية أنور قرقاش.
*الهدف الأساسي للورشة نفي شبهات تورط الأمارات في الحرب ودعمها لمليشيا قوات الدعم السريع وإعادة تقديم شخصيات مقربة من حكومة أبوظبي وتوجهاتها للمجتمع الدولي كممثلين لما يسمى بالقوى المدنية السودانية ومن ثم طرحهم في التسوية السياسية التي تعمل أبوظبي من أجلها وتسابق الزمن لفرضها.
*قائمة المدعوين للاجتماع، شملت عبدالله حمدوك والذي ينعقد الاجتماع برئاسته، ونور الدين ساتي ونصر الدين عبدالباري وطه عثمان إسحق وخالد عمر يوسف، ومحمد حسن التعايشي، وخالد شاويش، وإبراهيم الميرغني بالإضافة إلى ممثل للتجمع الاتحادي، المصادر كشفت عن أن المنظمة الفلندية تسعى إلى إضافة وجوه جديدة من سودانيي المهجر لتخفيف الحمولة السياسية السالبة للحاضرين وطرح مقترح تكوين تحالف جديد يتجاوز الخلافات الحالية في أروقة تقدم بدعوة و إضافة مبارك الفاضل ومبارك اردول وآخرين.
*ذات المصادر أكدت إلتزام الحكومة الإماراتية بتوفير الدعم المالي الكافي لأي اتفاقيات يخرج بها الإجتماع وتبني الترويج لها وتنفيذها، وطبعاً هذا ليس مستغرب الأمارات تسعى لتحقيق أجنداتها حتى تبقى في المشهد السوداني وهي تمول حرب المليشيا، وتمول حراك السياسيين الموالين لها وللمليشيا، والمنظمة الفنلندية القائمة على ترتيب الورشة تعمل مقابل المال ويمكن توظيفها للقيام بأي دور.
- القائمة المذكورة أعلاه من المدعويين معظمهم وظفتهم أبوظبي للعب أدوار قذرة في المشهد السياسي السوداني، وكانوا من المحرضين على الحرب ولاحقاً بعد إندلاع الحرب اجتهدوا في إدانة الجيش واتهامه في مقابل الصمت عن جرائم المليشيا وأجتهدوا في كل المنابر لنفي التهمة عن الأمارات بضلوعها في الحرب وتمويلها ولن يجرأوا على غير ذلك فقد امتلأت أرصدتهم البنكية بمال السحت وقادهم الطمع في السلطة والمال للإنجراف خلف المخطط الاماراتي وهم مغمضي الأعين حتى عن الجرائم التي طالت المواطنين وأهلهم أقرب المقربين لهم.
*ولكن المستغرب دخول أسماء جديدة كانت تقف في صف البلد والجيش مدافعة عن حق الشعب السوداني في الدفاع عن كرامته ومنهم مبارك أردول ومبارك الفاضل، وإن صحت إستجابتهم ومشاركتهم في الورشة المعنية يعني ذلك كارثة سياسية على الرجلين بكل المقاييس وهما من رفضت قحت مشاركتهما بالإسم في الإتفاق الإطاري والمرحلة الإنتقالية، وإن كان من كسب لهما فهو انضمامهما للصف الوطني وبمفارقته يخسران الكثير، ولعل هنالك مؤشرات واضحة على مهادنة من الرجلين أردول ومبارك الفاضل تجاه تقدم من خلال شواهد وتصريحات صدرت عنهما مؤخراً حمالة أوجه تشير إلى أنهما في الطريق إلى الضفة الأخرى.
*الشاهد أن ورشة الإمارات التي تعد لها “لسمكرة” الأجسام الموالية لها من المليشيا وذراعها السياسي بغية الإستفادة منهما في عملية تبييض وجهها الملطخ بالدماء لن تنجح، لأن الشعب السوداني حسم أمره وقرر بشأن المليشيا وحلفائها أن لا مستقبل لهما في سودان مابعد الحرب ولايمكن تسويق تقدم ومن يسير في خطها، وقد كانت مظاهرات لندن الرافضة لتقدم والتي هتفت ضد حمدوك وشلته إستفتاء حقيقي على رفض الشعب لهم ، وكذلك القوات المسلحة مع خط الشعب السوداني وكرامته وعزته وقراره، وسينفض سامر الورشة على لا شيء، وتصبح مجرد صرف إضافي من خزينة بن زايد على رهان خاسر تكسر تحت إرادة وعزيمة السودانيين الشرفاء.