إسقاط مشروع قرار في الكونغرس بتجريد الحكومة من التمثيل الدولي .. الإمارات وصمود… صفعة قوية

تقرير : ضياءالدين سليمان
تلقت دولة الإمارات والتحالف المدني الديمقراطى المسمى بـ(صمود) صفعة قوية بإسقاط الكونغرس الأمريكي لمشروع قرار يهدف إلى نزع شرعية تمثيل الحكومة السودانية في المحافل الدولية بغية جعلها في كفة متساوية مع حكومة الدعم السريع التي أعلن عنها في الأسابيع الماضية.
ويعتبر إسقاط المشروع الذي تقدمت به نائبة أمريكية تأكيداً ضمنياً على إعتراف الولايات المتحدة الأمريكية عبر الكونغرس بشرعية الحكومة السودانية التي يقف على رأس سيادتها الفريق أول ركن عبدالفتاح ويجلس الدكتور كامل إدريس على رئاسة حكومتها التنفيذية التي لاقت تأييداً واسعاً من فئات ومكونات الشعب السوداني.
تفاصيل المؤامرة
وقدمت النائبة الأمريكية براميلا جايابال، عن ولاية واشنطن، مشروع قرار أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي، يدعو إلى اتخاذ خطوات فورية لنزع شرعية تمثيل السودان في الهيئات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، إلى حين تكوين حكومة مدنية أو منتخبة ديمقراطيًا.
وإستندت نائبة واشنطن في مشروعها الذي تقدمت به إلى تفعيل المادة 29 من النظام الداخلي للجمعية العامة للأمم المتحدة، عبر تنسيق مباشر بين وزارة الخارجية الأمريكية والممثل الدائم للولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية، بالتعاون مع لجنة الاعتمادات، بهدف تعليق تمثيل السودان في المحافل الدولية.
وينص مشروع القرار ايضاً على استخدام نفوذ الولايات المتحدة في الأمم المتحدة والتدخل في الشأن السودان للأتي :
وصول إنساني غير مقيد إلى السودان
إنهاء العراقيل البيروقراطية أمام المساعدات
توثيق الفظائع المحتملة، بما في ذلك جرائم الحرب والإبادة الجماعية
إعداد خطط لحماية المدنيين
إنهاء الأعمال العدائية
توسيع نطاق حظر الأسلحة المفروض على دارفور ليشمل كامل السودان
تحديد العقبات التي تواجه المنظمات المحلية في إيصال المساعدات غير القتالية.
تقديم تقرير مفصل خلال 120 يومًا إلى لجنتي العلاقات الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ حول تلك العقبات.
إسقاط المشروع
كشفت مصادر دبلوماسية عن إسقاط مقترح النائبة الأمريكية براميلا جايابال بخصوص السودان، والذي كان يلزم الإدارة الأمريكية بالتنسيق مع المندوب الدائم للولايات المتحدة في الأمم المتحدة من أجل تطبيق المادة (29)، بما قد يؤدي إلى تجريد السودان من تمثيله في الهيئات الدولية إلى حين حدوث تحول سياسي داخلي نحو حكومة مدنية أو ديمقراطية.
وأشارت مصادر إلى أن المقترح لم يتم اعتماده ضمن التعديلات المقدمة على مشروع القانون H.R.5300 المعروف باسم “قانون سياسات وزارة الخارجية” وكان التعديل الذي طرحته جايابال يلزم الإدارة الأمريكية باستخدام صوتها ونفوذها داخل الأمم المتحدة والمنظمات متعددة الأطراف بشأن قضايا السودان، إلا أنّه لم يدرج في قائمة التعديلات التي اعتمدتها لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، ولم يُسجَّل أي تصويت لصالحه.
ونوهت إلى أنه بذلك يظل مشروع قانون العلاقات الخارجية الأمريكية في مساره التشريعي من دون إدخال مقترح النائبة جايابال بخصوص السودان.
الإمارات و صمود
وبحسب معلومات تحصلت عليها صحيفة ( الكرامة) فإن مشروع القرار الذي تقدمت به جايابال تم تقديمه بضغوط وتأثيرات إماراتية
وبحسب مصادر دبلوماسية فإن الإمارات وتحالف صمود قاما بتحركات مكثفة مع بعض النواب الذين تعاونوا مع الإمارات في تمرير صفقة السلاح التي حاول عدد من نواب الكونغرس إيقافها في وقت سابق.
وكانت تقارير صحفية أمريكية قد كشفت في وقت سابق عن علاقات مالية مشبوهة بين نواب امريكيين ودولة الإمارات التي اهدت النواب هدايا فاخرة تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات، علاوة على ادارتهم لاستثمار إماراتي بمبالغ ضخمة في مشروع عملات رقمية، ويُشتبه في استخدامه كغطاء لشراء النفوذ السياسي وهو ما ربطه بعض المراقبين بسعي الإمارات للتأثير على قرارات الإدارة الأمريكية في تمرير اجندتها التآمرية على الدول.
وأكدت المصادر أن تحالف صمود الذي يقوده حمدوك تواصل هو الاخر من لجنة العلاقات الخارجية الكونغرس الأمريكي ليلعب دوراً باقناع النواب بأن الإتحاد الأفريقي الذي ينتمي له السودان علق عضويته في الاتحاد الأفريقي منذ أكتوبر من العام 2021م وهو ما يجعله غير مؤهلاً ليكون عضواً في المؤسسات الدولية.
السفير يعلّق
وفي في تصريح لوكالة السودان للأنباء اكد السفير محمد عبدالله إدريس سفير السودان لدى الولايات المتحدة عدم اعتماد أي مشروع قرار من مجلس النواب الأمريكي يلزم الحكومة الأمريكية باستخدام نفوذها لتقييد نشاط السودان في منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية متعددة الأطراف.
وأشار السفير إلى أن ما تم هو تقدم النائبة الديمقراطية عن ولاية واشنطن بالميلا قايبال باقتراح لإدراج تعديل على نص مشروع قرار في مجلس النواب بالرقم 5300.H.R خاص بالمحددات العامة لسياسة وزارة الخارجية الأمريكية يلزم الحكومة الأمريكية بالعمل على تقييد مشاركات السودان الدولية وفق ما تتداوله وسائط التواصل الإجتماعي، إلا أن اقتراح النائبة بالميلا تم إسقاطه بالتصويت داخل لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب ضمن مجموعة أخرى من التعديلات التي تقدم بها أعضاء آخرون باللجنة .
وأكد سيادته أنه لم يتم تضمين أية إشارة تتعلق بالسودان في مسودة القرار 53000.H.R .
في ذات السياق، أكد السيد السفير محمد عبدالله إدريس علي أن قواعد العمل الدبلوماسي متعدد الأطراف تقوم على إحترام إرادة الشعوب وسيادة الدول ولا تخضع لتقديرات دولة واحدة منفردة.
كما أكد سفير السودان بواشنطن أن موقف الولايات المتحدة المعلن هو إحترام سيادة السودان، ووحدة ترابة وإرادة الشعب السوداني.
وجدد الدعوة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتصنيف مليشيا التمرد كمنظمة إرهابية والضغط عليها لفك الحصار عن سكان الفاشر ووقف جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الشعب السوداني وآخرها المجزرة التي تعرَّض لها المصلون بمسجد حي الدرجة في الفاشر وراح ضحيتها أكثر من خمسة وسبعين شهيداً .