أعلنت وزارة الموارد المائية والري في مصر، فتح 8 بوابات من خزان السد العالي في أسوان في خطوة استثنائية، وغير المعتاد في هذا التوقيت الذي يتم فيه عادةً إغلاق جميع البوابات والاكتفاء بالتصريف اليومي عبر فتحات التوربينات، وذلك استعدادًا لفترة السدة الشتوية.
وقالت إن الإجراء يأتي في ضوء الاستعداد لموجات الفيضانات المتوقعة القادمة من السودان، خاصة مع مواصلة سد النهضة الإثيوبي تصريف نحو 750 مليون متر مكعب من المياه يوميًا منذ أكثر من أسبوع، الأمر الذي استدعى رفع درجة الجاهزية وتخفيف منسوب المياه بالخزان لاستقبال التدفقات الإضافية.
وأكدت مصادر بالوزارة أن عمليات فتح البوابات تتم تحت إشراف فني وهندسي كامل، لضمان مرور المياه بأمان والحفاظ على كفاءة السد والمنشآت المائية المرتبطة به، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تعد احترازية ومرتبطة بالتغيرات الطارئة في كميات المياه الواردة من أعالي النيل.
وفي هذا السياق، صرح مصدر مسؤول بوزارة الموارد المائية والري أن “الوضع آمن تمامًا، والإجراءات الحالية تأتي في إطار الإدارة الرشيدة لمياه النيل بما يضمن تحقيق التوازن بين تخزين المياه وتفريغها بشكل آمن”، مؤكدًا أن السد العالي يتمتع بطاقة استيعابية كبيرة تجعله قادرًا على التعامل مع مختلف السيناريوهات المائية.
إلى ذلك أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، استمرار الفيضان الكبير من سد النهضة لليوم الخامس على التوالي.
وقال في منشور على صفحته بالفيسوك إن سد النهضة منذ افتتاحه في 9 سبتمبر الجاري والتصريف من سد النهضة أكثر من 450 مليون م3/يوم حتى وصل ذروته 750 مليون م3 خلال الأيام الخمسة الأخيرة.
ونوه إلى أن انخفاضه اليوم قليلا إلى 699 مليون م3 إلا انه يظل مرتفعا أكثر من ضعف الإيراد الطبيعى فى هذا الوقت 300 مليون م3، كما يواصل منسوب النيل الأزرق والنيل الرئيسى عند الخرطوم ارتفاعه حتى وصل 17.23م مرتفعا عن أمس بمقدار 11 سم، وعن مستوى الفيضان 73 سم. والرقم القياسى المسجل هو 17.66 متراً فى 6 سبتمبر 2020.
ونوه إلى انه يرتفع فى نفس الوقت النيل الأبيض طبيعيا نتيجة الأمطار الاثيوبية على نهر السوباط الذى يلتقى من بحر الجبل فى جنوب السودان مكونا النيل الأبيض مساهما بحوالي 15% من إيراد النيل، أما النيل الأزرق يساهم بنحو 60%.
من المتوقع انخفاض التفريغ من سد النهضة خلال أيام قليلة بوصول منسوب البحيرة إلى مستوى التخزين الطبيعي عند 638 م، تاركا مترين للطوارئ، ثم يتم تصريف مقدار الايراد اليومي فقط.
وأكد شرقاوي أنه يعاد النظر فى شأن التوربينات اذا كان من الممكن أن تبدأ العمل قريبا فسوف يتم تصريف الايراد السنوي من خلالها، وفى حالة استمرار تعثرها فلابد من فتح عدد من بوابات المفيض بقدر الايراد اليومي الذى ينخفض مع نهاية الموسم إلى 200 مليون م3 نهاية أكتوبر القادم
