أشرف إبراهيم يكتب … حكومة “تقدم”.. “صرح من خيال”
*شرعت مكوّنات تحالف “تقدم” “قحت” سابقاً في تكوين مايسمي بحكومة منفى، وحسب المصادر قطع المتآمرون شوطاً بعيداً، في بناء “الوهم” الجديد “للشلة” الفاشلة والمنبوذة من الشعب السوداني وبدأوا في إختيار الوزراء، ورئيس الوزراء وتوزيع المناصب الوهمية على بعضهم البعض.
*تقدم فشلت في الحكم بصورة فعلية وعلى أرض الواقع حينما سطت عليه بوضع اليد، زاعمة تفويضها من الشعب السوداني، ولم يفوضها أحد، إلا بعض” هتيفة” مخدوعين، سرعان ماتبين لهم خطل هذه المجموعة وبؤس منهجها، وضعف كوادرها وعدم مقدرتهم على إدارة الدولة، لأن إدارة الدولة ليست “بالحلاقيم” المشروخة والهتافات الكذوب، وإنما بالعمل وبالرجال القادرين على تحمل المسؤولية، والمؤهلين للقيام بهذا المهمة من كل النواحي، ولأن “قحت” ، تفتقر لكل هذه المقومات، كانت فترتها في الحكم من أفشل التجارب على مر تاريخ السودان، محتشدة بالصراعات والخيبات، وأستغلتها في تصفية الحسابات والتآمر حتى تدخل الجيش مبعداً لها للمحافظة على أمن وإستقرار البلاد.
*رئيس هذه “الشلة” الفاشلة حمدوك مُنح فرصة ثانية للحكم رغم رفض الكثيرين، وفشل كالعادة رغم الوعود والخطب الرنانة، واستقال وغادر السودان، من حيث أتى تشيعه اللعنات، بعد أن قاد البلاد للتدهور الإقتصادي بإتباعة الأعمى لسياسات صندوق النقد الدولي ،و أيضاً دفعه أموال الشعب السوداني تعويضات لأمريكا عن جريمة لم يرتكبها السودانيين ولا دخل لهم بها،وقام بشراء الدولار من السوق الموازي ودفع ملايين الدولارات للحكومة الأمريكية، واضعاً الإقتصاد على طريق التدهور السريع.
*هذه الحرب نفسها التي قضت على الأخضر واليابس، تقدم كانت وستظل طرف أساسي فيها وليست فقط حليف سياسي للمليشيا، فقد هدد قادتها بإشعال الحرب حال لم ينفذ الإتفاق الإطاري وحرّضوا قائد المليشيا على إشعال الحرب في السر والعلن، صحيح تلاقت في هذه الحرب العديد من الأجندة من بينها أطماع الأمارات وغباء “دقلو اخوان”، بتصورهم الأرعن أنه في مقدورهم تنفيذ انقلاب وحكم البلاد منفردين لصالحهم ولتنفيذ أجندة أبوظبي، بيد أن قحت كانت طرفاً أساسياً في التحريض والتخطيط وظنّت انها ستحكم عبر بندقية المليشيا المتمردة وتحقق رغبتها في الإنتقام من الشعب السوداني وخصومها السياسيين وبالطبع على رأسهم الإسلاميين وبعض من شاركوهم الحكم وفيهم من يتقربون هذه الأيام لتقدم وحلفائها بغباء وإنتهازية.
*لتمضي تقدم في تشكيل حكومتها “الجنجويدية”، فليس لديها ماتخسره، فقد خسرت السودانيين بكل أطيافهم، ولم يعد هناك أحد يعبأ بها، ولن تستطيع أن تحكم السودان ولا القدوم إلى الداخل ومواجهة الرفض والغضب المكتوم في صدور الرجال والنساء مِن الذين أكتووا بنيران ومآسي وإنتهاكات حرب المليشيا وحاضنتها السياسية.
*فقط عليهم أن يعلموا بأن هذه الحكومة الإفتراضية لن تحظى بتأييد دولي وإقليمي كما يروجون، ولن تجد ترحيباً من السودانيين، وأن يدركوا كذلك بأنهم يزيدون من مساحات الغضب والغُبن عليهم وتوسيع الهوة مع المواطن الذي يزعمون بأنهم حريصون على أمنه وإستقراره كذباً ونفاقاً.
*بهذه الخطوة الإنتحارية، يثبتون ماحاولوا كثيراً نفيه بخصوص علاقتهم بالمليشيا والأجندة الأماراتية، لأن هذه الحكومة المزعومة تعبر عن المليشيا فقط وتخدم أهدافها ورعاتها، ولامصلحة للسودانيين بها ولا حتى لقحت نفسها مصلحة في هذه الخطوة سياسياً لو كانوا يفهمون، وسيكتشفوا بعد فوات الأوان أنهم ارتكبوا خطأً كبيراً، وأن حكومتهم “كانت صرحاً من خيال وهوى”.