الطاهر ساتي يكتب … مطار دنقلا.. إعادة حياة..!!
:: عندما تستقبل حكومة و أهل الشمالية لعضو المجلس السيادي الفريق الركن مهندس إبراهيم جابر بمطار دنقلا، فبجانب الاستقبال، فالخبر هنا هو إستئناف العمل بمطار دنقلا، وليس افتتاح المطار، أو كما قالت وسائل إعلام وتواصل ..!!
:: ومن المضحك ان بعض نشطاء قوى الحرية و التغيير و جنجويد آل دقلو زعموا بان الرئيس المخلوع كان واقفاً مع المستقبلين لجابر في مطار دنقلا، أو كما كتب صلاح مناع و حافظ كبير وغيرهم من ( قحتويد) ..!!
:: من استقبل جابر مع حكومة وأهل الشمالية هو الفريق الهادي بشرى، وكان جابر قد حياه متحلياً بالأخلاق العسكرية، ولكن البلهاء اعتبروها تحية للبشير، وهاجوا في الأسافير ..وصدقاً فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ..!!
:: المهم .. مع كامل التقدير للفريق الهادي بشرى، لكم تمنيت أن يكون في مقدمة المستقبلين لإبراهيم جابر في مطارد دنقلا هو الاخ العميد (م ) أبو زيد عبد الله هارون، المدير الأسبق لهذا المطار وصانع الجمال هناك ..!!
:: فالشاهد أن هارون لم يكتف بتأهيل مطار دنقلا قبل عقود، بل صنع حياة كاملة الدسم بجواره .. على سبيل المثال، كان بجوار المطار العريق فندقاً أنيقاً هو الأجمل في المدينة آنذاك، وبجوار الفندق كان مسرح خليل فرح زاهياً و شامخاً ..!!
:: ثم كانت حدائق المطار الخلابة تحتضن أفراح الناس و أطفالهم في الأعياد، و كان هناك غابة نخيل، ومخازن مطابقة للمواصفات العالمية لتخزين وتصدير الخضر والفاكهة ..كان لهارون خيالاً خصباً..!!
:: وللاسف، غادر هارون المطار و تلاشت تلك الحياة، وأصاب الجفاف خضرتها ونخيلها، وتحولت المباني – بما فيها الصالات و الفندق والمخازن والمسرح والحدائق – إلى خرابات ينعق فيها البوم نهاراً وترتع فيها العقارب ليلاً ..!!
:: ماتت أجمل رقعة بعاصمة الشمالية بتوقف حركة الطيران عن هذا المطار العريق، ولم يتحقق الحلم الإستراتيجي لهارون و أركان حربه بمطار دنقلا، وهو تصدير الخضر والفاكهة، فاليد الواحدة لاتصفق..!!
:: أي كما عجزت سلطة الطيران المدني عن تشغيل المطار، عجزت أيضاً الحكومات التي تعاقبت على الشمالية عن إنتاج وتصدير الخضر والفاكهة رغم توفر الأرض والماء و الكهرباء والسواعد ..!!
:: بالإنتاج يزدهر المطارات وتضج صالاتها بالمسافرين..بالإنتاج وليس بوداع و أستقبال المسؤولين ..وعلى كل حال، شكراً لوالي الشمالية عابدين عوض الله، فهو من الذين أجتهدوا مع سلطة الطيران المدني و شركة تاركو لإعادة الحياة لمطار دنقلا ..!!
:: و ليت عابدين يلتفت إلى معبر أرقين أيضاً..هذا المعبر – شكلاً و أداءً – لايليق بالسودان وأهل الشمالية..والتغيير يجب أن يبدأ بإبعاد المسؤولين عنه، وخاصة من أزكمت الأنوف رائحة فسادهم، ليحل محلهم آخرين من ذوي الخيال الخصب وغير الفاسدين ..!!