ادارة بايدن تدعي الحياد الكاذب وتضعه مع حميدتي في كفة واحدة … العقوبات الأمريكية … إستهداف إنتصارات الجيش
تقرير : ضياءالدين سليمان
قبل أربعة أيام فقط من إنتهاء ولاية الرئيس الأمريكي (جو بايدن) فرض مكتب مراقبة الاصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الامريكية عقوبات على الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الي جانب شركة (بورتكس تريد) التي يديرها السوداني احمد عبدالله ومقرها دولة هونغ كونغ.
وبررت وزارة الخزانة الامريكية العقوبات على البرهان باعتباره قائداً للجيش الذي تتهمه الولايات المتحدة بشن غارات جوية تستهدف اماكن تجمعات المدنيين عطفاً على منع قوات الجيش وصول المساعدات الإنسانية واستخدام سلاح التجويع كسلاح للحرب.
وتأتي خطوة العقوبات الامريكية على البرهان بعد أيام من فرض عقوبات على قائد مليشيا الدعم السريع حميدتي وشركات مرتبطة بقواته المتمردة على سلطة الدولة.
حياد كاذب
وتتهم الولايات المتحدة الأمريكية وفقاً لمحلليين سياسيين بأنها تدعي الحياد حيال الازمة في السودان وتحاول ان تضع الجيش السوداني والمليشيا المتمردة في كفة واحدة.
ويرى الدكتور أحمد حسب الله بأن عقوبات الولايات الامريكية على البرهان هي محاولة فاشلة من واشنطون لإثبات انها لا تنحاز الي طرف من أطراف الحرب في السودان وهو ما يسمى في العلوم السياسية ب(الحياد الكاذب) الا ان الجميع يعلم حجم العداء الذي تضمره الولايات المتحدة الأمريكية الي السودان وشعبه مشيراً الي ان مسلسل التآمر على البلاد بدأ منذ عشرات السنوات ولن يتوقف وأن هذه العقوبات هي حلقة من حلقات المسلسل.
وأشار استاذ العلوم السياسية لأن الولايات المتحدة الأمريكية بعد ان فشلت في تحقيق اختراق في الملف السوداني بارغام الجيش للذهاب الي مفاوضات التي صممت لإعادة الدعم السريع الأحزاب الداعمة له الي المشهد السياسي بشكل جديد لجأت الي استخدام سياسة ( لي الزراع) للضغط على الجيش السوداني بالعودة الي طاولة المفاوضات.
ايقاف الانتصارات
فيما قال الدكتور العميد جمال الشهيد الخبير العسكري بان توقيت العقوبات الامريكية على القائد العام يعكس بجلاء حجم التمرد على البلاد.
فالعقوبات جاءت بعد الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة في عدد من المناطق واقترابها من تحقيق الأهداف العسكرية الرامية لحسم المعركة بكلياتها
وأشار جمال الشهيد الي ان هذه العقوبات صممت خصيصاً لإيقاف زحف القوات المسلحة والذي معه اقترب القضاء على المليشيا المتمردة عطفاً على محاولة إيقاف الإنتصارات على المستوى الدبلوماسي بعد فشل مشروع إرسال قوات اممية عبر مجلس الأمن والإستقبالات الفخيمة التي يحظى بها البرهان من قادة الدول خاصة الزيارات الأخيرة لعدد من الدول الأفريقية ما اعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية جزءاً من التبشير بالمشروع الروسي في أفريقيا لاسيما وأن روسيا تعتبر حليفاً استراتيجياً للسودان واظهرت مواقف داعمة له في كثير المرات .
لاقيمة لها
ويقول الدكتور العميد جمال الشهيد بان هذه العقوبات لا يمكن أن تؤثر بأي حال من الأحوال على الأوضاع الميدانية فالحسم العسكري ودحر المليشيات هو الهم الأول لدى القوات المسلحة وأن كانت الولايات المتحدة الأمريكية كانت تقصد من هذه العقوبات اضعاف الروح المعنوية للمقاتلين فإن هذه العقوبات ستكون نتائجها عكسية على الإدارة الأميركية فهي بصورة غير مباشرة وحدت وجدان الشعب السوداني خلف رئيسه وستزيد من تماسك اللحمة الوطنية خلف قواتها المسلحة وستسهم في رفع الروح المعنوية لدى الجنود ما يدفعهم لحسم المعركة التي بات هو الخيار الاقرب
عقوبات شخصية
ويرى اللواء معاش راشد النعيم الخبير العسكري والاستراتيجي بان العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية هي عقوبات شخصية استهدفت البرهان في شخصه أكثر من كونها تستهدف القوات المسلحة وهذا الأمر ربما يحد من تحركات رئيس مجلس وعلاقته مع بعض الدول الا ان هذا الامر لا يمكن أن يؤثر على سير المعركة
وأضاف النعيم البعض يتخوف بان العقوبات يمكن أن يوقف تعامل بعض الدول الصديقة مع السودان الا ان عاد وذكر بان الأمر لا يساوي الحبر الذي كتبت به وأن البلاد استطاعت ان تبني نهضتها وتذدهر اقتصادياً إبان الحصار الاقتصادي المفروض على السودان في فترة حكم الإنقاذ.