الدعم السريع … القتال بـ” سلاح البنقو “
اليوم نيوز
تقرير : ضياءالدين سليمان
إعتمدت مليشيا الدعم السريع في قتالها ضد الجيش ومشروعها ضد البلاد على إستخدام كل من يمكنه تدمير الشعب السُّوداني ومقدراته
فالمليشيا إعتمدت على تجارة المخدرات ضمن انشطتها التي تستند عليها في تمويل منصرفات الحرب.
حيث كشفت مصادر متعددة عن إنتشار تجارة المخدرات بصورة كبيرة في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع عطفاً على توسع زراعة نبات البنقو في عدد من مناطق إقليم دارفور تحت إشراف الدعم السريع
زراعة البنقو
وكشف تقرير نشرته صحيفة “دارفور24” عن توسع المساحات المزروعة بنبات المخدرات المعروف بـ “البنقو” في إقليم دارفور، وسط انتشار توزيعه وتسويقه في المدن التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع.
وخلص التقرير إلى أن توسع زراعة المخدرات وانتشار توزيعها يعزز فرضية دخولها ضمن موارد تمويل الحرب، فيما أكد تقرير آخر أن الدعم السريع أصبح يعتمد على المخدرات كمصدر رئيسي من مصادر دخله، حيث شيّد أسواقًا ترويجية في الخرطوم وأدخل 28 طنًا من المواد المخدرة إلى ولاية الجزيرة.
تُصدر مليشيا الدعم السريع الذهب إلى الإمارات التي تتواجد فيها شركات مرتبطة بها يسيطر عليها أقارب حميدتي، كما أن روسيا متورطة أيضًا في أنشطة التنقيب وتجارة المعدن الأصفر غير المشروعة
وقال ضابط في شرطة مكافحة المخدرات إن قادة الدعم السريع يمولون زراعة المخدرات في منطقة الردوم بولاية جنوب دارفور، الواقعة قرب الحدود مع جنوب السودان وأفريقيا الوسطى، ويقومون بتسهيل عمليات نقلها إلى مناطق التسويق.
وتعد مدينة الضعين في ولاية شرق دارفور -وهي منطقة يقطنها أغلبية من قبيلة الرزيقات، الخزان البشري للدعم السريع وينحدر منها معظم قادته-، نقطة عبور شحنات المخدرات من مناطق الإنتاج في جنوب دارفور إلى شمال وشرق السودان.
ورغم أن الذهب يجلب للدعم السريع عائدات ضخمة، إلا أنها لا تكفي لتمويل شراء الأسلحة والعتاد العسكري والذخائر والوقود والطعام وشراء الذمم، لذلك يعمل أيضًا في زراعة وتجارة المخدرات لتوفير أموال إضافية.
إنضمام التجار
وكشفت مصادر خاصة للكرامة بان عدداً واسعاً من تجار البنقو انضموا للقتال مع مليشيا الدعم السريع لحماية تجارتهم
وقالت المصادر التي كان يعمل بعضها في شرطة مكافحة المخدرات في ولاية جنوب دارفور، إن بعض تجار المخدرات إختاروا الانضمام الي الدعم السريع، بعد اندلاع الحرب وأصبحوا يمارسون نشاطهم تحت حماية بندقيتهم وأشارت المصادر الي ان بعض التجار كانوا يقبعون في السجون التي اطلق الدعم السريع سراحهم منها للقتال معه
كما أفادت ذات المصادر بتحوّل شرطيون سابقون في المكافحة إلى تجار يزرعون ويروجون “البنقو”.وأصبح مروجو ومتعاطو المخدرات يمارسون نشاطهم بصورة مكشوفة في المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع في الجنينة ونيالا والضعين والفولة عطفاً على تسلل بعضهم الي مناطق سيطرة الجيش في الخرطوم بثياب مدنية.
تغطية الخسائر
و لوقت قريب كان قائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” من اثرياء القارة الافريقية ان لم يكن في العالم قبل اندلاع الحرب في السودان حيث وصل مرحلة من الثراء لم يبلغها أيُّ شخص آخر في السودان.
فالرجل كان لديه إمبراطورية مالية تزداد توسعًا كل يوم؛ حيث كان يعتمد على الذهب الذي يتحصل عليه من جبل عامر وبعض المناجم في دارفور ، إضافة الي نشاطه في تجارة العقارات، عطفاً على إمتلاكه لأسهم في عدد من المصارف مما جعل الأموال تتدفق إلى حميدتي وأسرته المتحكمة في مليشيا الدعم السريع من كل صوب، فغير عائدات التجارة والذهب، تتلقى مبالغ ضخمة من الحكومة وأخرى تتحصل عليها من السعودية نظير المشاركة جنوده في حرب اليمن إضافة إلى الأموال التي تتحصل عليها بطرق غير مشروعة مثل بيع السيارات المنهوبة من ليبيا والتي إستغل فيها حميدتي نفوذه من اجل تقنين السيارات المنهوبة من ليبيا والتي لا يزال يطلق عليها السودانيون “بوكو حرام”.
الا ان كل ذلك تلاشى بعد اندلاع الحرب، فأوقفت الحكومة الميزانية المخصصة لقواته وصادرت شركاته، ثم تلقت ضربة أخرى قد تكون قاصمة للظهر بفرض الولايات المتحدة عقوبات على شركات مرتبطة بالدعم السريع في الإمارات
لتتجه المليشيا إلي تجارة المخدرات من اجل تمويل الحرب والصرف عليها في شراء المعدات القتالية والاسلحة واستجلاب المرتزقة الأجانب للقتال.