مقالات الرأى

ايمن كبوش يكتب …واثق الخطوة والخطى.. يمشي ملكاً

تابعنا على واتساب

قدم سعادة الجنرال عبد الفتاح البرهان امس، خطابا قويا أمام جلسة اعمال الجامعة العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، على خلفية مناقشة (الشأن الفلسطيني وأهالي غزة)، فجاء طرحه عن الراهن السوداني متماسكا ومقنعا للغاية، مؤكدا أنهم (في حكومة السودان) وقد قالها بملء الفم (شرعية وعزة وكرامة)، ماضون في إعادة الأمن والاستقرار للحياة السودانية، وذلك باستعادة المناطق التي كانت تحتلها المليشيا المتمردة، كذلك ماضون في طريق تشكيل حكومة مدنية غير حزبية ومن ثم الانخراط في الحوار السوداني/ السوداني الذي لا يستثني أحد..

امام الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة السودانية، فرصة تاريخية لاستخدام (الرافعة) الجماهيرية والقبول الشعبي، للتحول إلى منصب رئيس (الجمهورية والقائد الاعلى للقوات النظامية)، الظروف الآن مهيأة أمامه لدخول (النادي السياسي) السوداني مثله وفريق كرة القدم الذي يؤدي مباراة رسمية من طرف واحد، لانه الطرف الأقوى، في مواجهة خصم أو خصوما ضعفاء، سواء كان هؤلاء الخصوم هم أحزاب قحت المؤودة والمقبورة مع فصيلها المسلح المتمرد، أو أحزاب الداخل التي لا يمكن أن تتفق على شيء مثل اتفاقها العلني على الاختلاف.

في إمكان الجنرال البرهان انتاج تجربة (سيسي) جديدة في السودان، أسوة بدولة مصر الشقيقة، لأن نظامها اقرب الينا جغرافيا ووجدانيا، وهي تجربة ناجحة بكل المقاييس من حيث تأسيس الدولة القوية بجيشها الواحد الموحد وبنيتها التحتية، صحيح أن الاقتصاد ربما يترنح احيانا، ولكن على مستوى معاش الناس تعد مصر هي الدولة الافضل نظرا لجميع دول محيطنا الافريقي، ورغم تدهور الجنيه المصري في مواجهة العملات الأجنبية، إلا أن الإرادة المصرية كانت هي الغالبة، استطاع السيسي أن ينهض بالدولة المصرية في مجالات الطرق والكباري والكهرباء والغاز والصناعات التحويلية حتى صارت مصر تناطح دول الخليج في بعض المجالات الخاصة بالخدمات.

أعود وأقول إن الجنرال البرهان لن يجد (رافعة) أكثر رسوخا وذات شرعية، غير (رافعة) هذا الشعب الأعزل الذي وقف مع قواته المسلحة وقفة قوية على الرغم من أنه فقد كل شيء في هذه الحرب اللعينة، الأرواح والممتلكات والشرف، ومازال محتفظا بكرامته، وعزته واصالته، وما قدمه الشعب للبرهان خلال هذه الفترة العصيبة يعتبر (انتخاب) عفوي يجب أن يتعامل معه البرهان بالجدية اللازمة وقتما آمن بأن حل المشكل السوداني سيظل بالداخل، ليس عند دول الغرب والشرق، ولا في السفارات والمنظمات الاجنبية، لذلك هو مُطالب (شعبياً) باستغلال الوقت في افعال مفيدة فيما يخص معاش الناس واقتصاديات البلد المنهارة، وهذه أمور لن تستعدل الا بحشد المخلصين من أبناء السودان في حكومة مدنية قوية، حكومة (مخلصين وملهمين واولاد بلد) تستطيع إدارة المرحلة بالكفاءة والفاعلية المطلوبة، لان الجهاز التنفيذي الموجود الآن هو جهاز رزق اليوم باليوم الذي فرضه واقع التلكوء الذي عاشته البلاد في أعقاب الثورة التصحيحية التي طاحت بحكومة (أربعة طويلة الجنجويدية) وهو ذات التلكوء الذي فتح الباب أمام عملاء الاتفاق الاطاري الذي اورثنا هذه الحرب.

انتصارات القوات المسلحة الكاسحة، زادت من شعبية الجنرال البرهان، هذه حقيقة، فصار هو المنقذ الحالي في عين أغلبية الشعب وهذا ما تؤكده الاستقبالات العفوية التي يجدها في أي مكان من بورتسودان إلى الابيض والنيل الأزرق وسنار والجزيرة وام درمان، وحتى خارج السودان كما حدث في دول عديدة، هذا في اعتقادي التفاف غير مسبوق في ظل الراهن القاسي الذي تعيشه الجماهير التي لم تتوانى يوما في التعبير عن هذا الالتفاف، لذا آن للبرهان أن يرد التحية للجماهير السودانية بأجمل منها، والشعب يستاهل واقع افضل في فترة ما بعد الحرب.

ختاما نقول إن فترة ما بعد الحرب ومؤشرات الحسم الميداني للجنجويد ستجعل الشعب يغني للجنرال المنتصر: (واثق الخطى يمشي ملكا.. عابق الطرف كأنفاس المساء).

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى