الدعم السريع في الجزيرة و شرك ” ام زريدو “
تقرير : ضياءالدين سليمان
تقدمت القوات المسلحة السودانية في كل محاور القتال في طريقها نحو تحرير مدينة ودمدني حاضرة ولاية الجزيرة وفق تكتيك محكم وخطط اكسبتها زمام المبادرة وجعلتها تقترب أكثر وأكثر نحو تحقيق الهدف المنشود.
واستطاعت قوات الجيش أن تبسط سيطرتها على عدد من النقاط الحاكمة التي تعطيها الأفضلية في تحقيق تقدم نحو مدني وتأمين ظهرها من اي محاولات التفاق يمكن أن تقوم بها المليشيا.
ونجحت قوات الجيش والأجهزة الأمنية الأخري والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية والمستنفرين وقوات درع السودان في أن تطبق الخناق على مدني بطريقة ذكية جعلت المليشيا في وضع ” شرك أم زريدو ” حيث اقتربت كل المحاور في طريقها نحو عاصمة الجزيرة من جميع الجهات وكافة التشكيلات العسكرية فالملاحظ أن جميع متحركات المحاور أصبحت نشطة في وقت متزامن بل أصبحت تقاتل في وضع دائرة قطرها 60 كيلو على الاكثر ومركزها مدني رغماً عن ان هنالك محاور باتت على مقربة من مدني.
المحور الشرقي
بعد سيطرة القوات المسلحة على ام القرى تقدمت نحو مناطق ود الأبيض ومهيلة ونجح الجيش ومعه قوات درع السودان في السيطرة على منطقة ود المهيدي التي تبعد نحو 18 كيلومتر شرقي كبري حنتوب صاحبها تقدم من اتجاه اخر لقوات الجيش تفتيش العريباب
وبحسب خبراء عسكريين في تلك المناطق فإن بعد السيطرة وتقدم قوات درع السودان على كوبري ود المهيدي فإن الدخول لمدني من هذا الاتجاه سيكون سهلاً ودون كثير عناء نظراً لموقع كبري ودالمهيدي الإستراتيجي فإنه بعبور الجيش وسيطرته على كوبري ود المهيدي لن يكون هناك حاجة لمنطقة الشبارقة للدخول لود مدني، حيث تصبح منطقة الشبارقة التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع نفسها تحت كماشة الجيش شرقا من قوات الخياري وجنوب شرق من جهة العريباب والدناقلة الخاليتين من أي وجود للمليشيا، وليس أمام هذا المحور أي معركة كبيرة بعد الشبارقة سوى معركة كبري حنتوب.
محور سنار
خاضت القوات المسلحة في هذا المحور معارك ضارية وبسطت فيها السيطرة على مناطق مهمة على غرار مناطق وقرى مصنع سكر سنار لتتقدم بعدها القوات وتسيطر على ودالحداد وفارس وتتقدم بثبات نحو تمركزات المليشيا في الحاج عبدالله
ورغماً عن ان المليشيا ارسلت فزعاً كبيراً من قواتها لإيقاف تقدم الجيش في تلك المناطق الا ان قوات الجيش حافظت على تقدمها وسيطرتها
ورغماً عن الحركة النشطة التي يشهدها هذا المحور الا انه لا يزال أكثر المحاور بعداً عن مدني، حيث لا تزال الإشتباكات بين الجيش وعناصر المليشيا في تخوم منطقة ود الحداد التي تبعد نحو 66 كيلومتر جنوبي ود مدني
محور المناقل
هذا المحور تحرك عبر مسارات عديدة كلها في الاتجاهات الغربية والغربية الجنوبية لمدينة ودمدني
مسار يتحرك من المناقل مباشرة حيث قالت المقاومة الشعبية بالمناقل أن المحور الغربي يخوض معارك شرسة ويتقدم بثبات، حيث نفذ يوم الخميس هجوما كاسحا على تمركزات الدعم السريع وزحفت القوات حتى وصلت منطقة كبري بيكا الذي يبعد اقل من 15 كيلو من مدني
مسار اخر تتحرك به قوات هذا المحور وهو تحرك مفاجئ يسلك طرقا تمر عبر القرى والمشاريع الزراعية حيث تمكن هذا المحور من تحرير كوبري 91، وعددا من القرى أبرزها االمخيرف، التي تبعد نحو 9 كيلومترات فقط عن ود مدني. ورغماً عن محاولات شن المليشيا هجوماً على قوات الجيش التي تمركزت في كبري 91 والمخيرف الا انها تمكنت من صد الهجوم والحاق هزيمة قاسية أجبرت المليشيا على التراجع
مسار ثالث تولد نتيجة لالتقاء جيش المحور الجنوبي الغربي مع الجيش والمقاومة الشعبية التي تسيطر منذ فترة على معظم قرى الحوش، عند كبري 77،
وبحسب خبراء عسكريين فإن نشاط هذا المحور سيؤدي لفصل ود مدني عن الحاج عبد الله، الأمر الذي يضع عناصر المليشيا هناك في كماشة بين جيش الحوش وجيش مصنع سكر سنار، لكن لغاية اللحظة، فإن خطة الجيش بشأن هذا المحور ليست واضحة.
أسهل طريقة
المعلومات الواردة من مدينة ودمدني تشير الي أن المليشيا تعاني بعد الحصار المفروض عليها من مناطق عديدة الأمر الذي جعلها في وضع كماشة وتفتقد للذخيرة وتعاني نقصا حادا في العنصر البشري حيث لا دعم أو فزع يمكن أن يأتيها وحتى محاولات دخول الفزع القادم اليها من شرق النيل بالخرطوم لفك الخناق عن منطقة ود المهيدي شرقي ود مدني استطاع الجيش أن ينصب كمينا ناجحا قضى فيه على معظم قوة الفزع ومن تبقى منها رجع هروباً الي حيث أتى.
ويرى الخبير العسكري اللواء متقاعد راشد النعيم أن هذه الأوضاع سيجعل مهمة دخول الجيش الي مدني أكثر سهولة وحتى نظراً الأوضاع التي تعاني منها.
وبحسب اللواء راشد فإن المليشيا أن حاولت تبدي اي مقاومة أو مواجهات عسكرية فإن ذلك سيعرضها الي إبادة ستقضي علي كل القوي المتبقية.