التقارير والحوارات

أعلن توقفه عن العد بعد قتل أكثر من الفي مواطن في المدينة .. المجرم ابو لولو … “سفاح الفاشر”

تقرير : ضياءالدين سليمان

تبارى عناصر مليشيا الدعم السريع في ارتكاب الجرائم والانتهاكات على المواطنين في مدينة الفاشر بعد اقتحامهم المدينة الاسبوع المنصرم الا ان السفاح الفاتح عبدالله إدريس الملقب بـ( أبو لولو) كان له النصيب الأكبر من تلك الجرائم وصاحب المعدل الأعلى في تصفية المدنيين وتنفيذ القتل على أسس عرقية حتى انه أصبح يتباهي بتجاوزه الرقم 2000 من جرائم تصفية المدنيين

وبرز اسـم “أبـو لولـو” القيـادي فـي مليشيا الدعـم السـريع، بشـكل لافـت فـي مدينة الفاشر عقب ظهوره في مقاطع مصورة حية تظهـر تنفيذه لإعدامـات میدانية فـي شوارع المدينة، مما جعله محور جدل واسع حيث ظل يكرر الظهور في مقاطع مختلفة وهو يطلق النار على مجموعـة مـن الرجـال الجـالسين على الأرض وسط احتفاء عناصر المليشيا به کقائد منتصر وسط عدد من الجثث المتناثرة على طرقات فاشر السلطان.

من هو “أبو لولو”؟

هو اسمه الفاتح عبدالله إدريس، الملقّب بـ(أبو لولو) احد أبرز قيادات مليشيا الدعم السريع ومن أكثر المقربين من عائلة دقلو بل انه من الذين يحظون بمكانة خاصة لدى حميدتي وشقيقه عبدالرحيم.

ويرجع اصل ابو لولو إلى قبيلة الرزيقات الماهرية التي تسيطر على كل مفاصل المليشيا

وبحسب مصادر مؤكدة فإن أبو لولو من اوائل الذين انضموا الي الدعم السريع منذ بدايات انشاءه في العام 2013 برتبة صغيرة قبل أن يستغل علاقته بحميدتي وشقيقه ويحصل على مكانة ساعدته في الصعود السريع داخل المنظومة، حيث تم الحاقه بالقوات الخاصة. التي شاركت في اليمن عدة مرات قبل أن يتم نُقله إلى مكتب الاستخبارات بعد عودته من اليمن.

اندلاع الحرب

بعد أن اندلعت الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023 أصبح ابو لولو من أفراد الحراسة الخاصة لعبدالرحيم دقلو وشارك في عدة معارك داخل الخرطوم، أبرزها الهجوم على سلاح الإشارة ببحري، ليتم الحاقه بالقوة التي تتولى مهمة التحري مع الأسرى حيث تولى مهمة تصفية الأسرى الذين ينتمون إلى قوات الجيش والقوات الأمنية الأخرى والمدنيـين لاسيما الذين ينتمون إلى ولايات نهر النيل والجزيرة والشمالية حيث ظهر في عدة مقاطع فيديو توثق عمليات التصفية في منطقة مصفاة الجيلي فهو المشرف على تنفيذ الإعدامات الميدانية هناك
وعقب ذلك ، استدعاه عبدالرحيم دقلو وضمّه إلى مجموعة “أبو أنجلك”، وهي مجموعة لا تشارك في القتال المباشر، وإنما تتولى مهام التصفية وجمع المعلومات من الأسرى بعد المعارك.

تعليمات دقلو

وحينما بدأت المليشيا في تنفيذ الحصار على مدينة الفاشر قبل أكثر من عام ونصف ، أصدر عبدالرحيم دقلو أوامر مباشرة لكلٍّ من أبو أنجلك وأبو لولو بعدم السماح لأي شخص بمغادرة المدينة، بالتزامن مع حفر سواتر ترابية حولها لإحكام الحصار.
وخلال الهجمات الاخيرة علي المدينة ، أُصيب أبو أنجلك بجروح خطيرة ونُقل إلى نيالا، الأمر الذي دفع أبو لولو إلى تنفيذ حملة انتقامية قال إنها “ثأر لإصابة أبو أنجلك”، حيث وثّق بنفسه عمليات قتل جماعية ضد المدنيين، واعترف لاحقًا بقتل أكثر من ألفي شخص.ليكون بذلك عبدالرحيم دقلو هو الذي يتحمل مسؤولية هذه الجرائم التي يركبها ابو لولو بالتشارك مع قيادة المليشيا التي تصدر الأوامر وتوفر الحماية لهذه الأفعال التي تعتبر جرائم وانتهاكات ضد الإنسانية.

اعتراف مباشر

في تسجيل مباشر بثه “أبو لولو” عبر حسابه على منصة تيك توك، أعلن صراحة أنه قتل أكثر من ألفي مواطن سوداني خلال المعارك التي دارت في مدينة الفاشر، مضيفًا أنه “توقف عن العد بعد الألفين”. هذا الاعتراف العلني، الذي جاء من أحد أبرز القادة الميدانيين في الدعم السريع، أثار صدمة واسعة في الأوساط الحقوقية والإعلامية، واعتُبر بمثابة إقرار مباشر بارتكاب جرائم قتل جماعي. وقد عززت هذه التصريحات من المطالبات بفتح تحقيقات جنائية عاجلة، خاصة في ظل تطابق المقاطع المصورة مع صور سابقة له في ساحات القتال.

بحسب مصادر فإن الدعم السريع بقيادة ميدانية ضمّت “أبو لولو” نفذ عمليات إعدام جماعية خلال يومي 26 و27 أكتوبر، راح ضحيتها أكثر من ألفي مدني، بينهم نساء وأطفال وكبار سن. السلطات السودانية وصفت ما جرى بأنه “جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان”، مشيرة إلى أن القوات المهاجمة ارتكبت أيضًا عمليات نهب وتعذيب وتهجير قسري لسكان المدينة لتمثل واحدة من أكثر الفصول دموية خلال حرب المليشيا التي تستهدف المدنيين في كل المناطق التي سيطرت عليها

قيادة ميدانية

أكدت تقارير ميدانية أن “أبو لولو” كان حاضرًا في مواقع الأحداث، يقود بنفسه عمليات عسكرية اتسمت بالقصف العشوائي واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين. ظهوره المتكرر في المقاطع المصورة جعله يتصدر قائمة المسؤولين عن الانتهاكات في دارفور، وفقًا لمصادر ميدانية. هذه التقارير تشير إلى أن دوره لم يكن ثانويًا، بل محوريًا في تنفيذ العمليات التي استهدفت المدنيين، ما يعزز من احتمالية تحميله المسؤولية الجنائية المباشرة في حال تم تفعيل مبدأ المحاسبة الفردية أمام المحاكم الدولية.

سجل سابق

لا تقتصر الاتهامات الموجهة إلى “أبو لولو” على أحداث الفاشر وحدها، إذ وثّقت تقارير أخرى ظهوره في الخرطوم ومصفاة الجيلي النفطية خلال الأعوام السابقة، حيث ارتبط اسمه بعمليات قتال شهدت تجاوزات وانتهاكات ضد المدنيين والممتلكات العامة. وتشير مصادر ميدانية إلى أن الرجل لعب دورًا محوريًا في حصار مدينة الفاشر الذي استمر أكثر من 500 يوم، تم خلاله قطع الإمدادات الأساسية واستهداف المرافق المدنية بما في ذلك المستشفيات ودور الإيواء ومصادر المياه. هذا السجل الحافل بالانتهاكات يعزز من المطالبات بملاحقته قضائيًا على المستوى الدولي

مسرحية

وعقب تزايد الغضب الشعبي وتفاعل المنصات العالمية ضد الجرائم في الفاشر أعلنت المليشيا القبض على ابو لولو في مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة داخل السودان وخارجه، حيث طالبت منظمات حقوقية بفتح تحقيق مستقل حول الوقائع، وسط تشكيك في جدية الإجراءات التي أعلنتها الدعم السريع. حيث حمل الأمر تناقضات بدأت حينما نفي الناطق الرسمي باسم المليشيا في تصريحات صحفية أي صلة لأبي لولو” بها، في محاولة لاحتواء الغضب الشعبي والدولي قبل أن يتم توقيفه وسجنه

في المقابل، وصفت أعداد كبيرة من فئات الشعب السوداني الخطوة بأنها “مسرحية سمجة” بيد انها رديئة التمثيل وسيئة الاخراج للتغطية على جرائم المليشيا بعد أن نفذت عمليات إبادة ممنهجة ضد إثنيات وقبائل في الفاشر.

فيما قال مناوي حاكم إقليم دارفور أنه يجب أن يُعتقل حميدتي وأشقاؤه وكل من نفذ تعليماتهم، مطالبًا بمحاكمتهم أمام السلطات العدلية الرسمية وليس داخل سجونهم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى